بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما
يقول كاتبه عبد ربه واحوج الخلق إلى عفوه ورحمته وحلمه ولطفه محمد بن الطيب البوعزاوي غفر الله ذنوبه وجميع المساوي ومحا قلبه من ظلمة الشهاوي والدعاوي
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله على سيدنا محمد صاحب المعجزات وعلى المؤيد بالآيات البينات وعلى آله الذين أوجب الله علينا مودتهم وفرض علينا محبتهم وعلى اصحابه الذين باعوا انفسهم وأموالهم في رضي الله ورضي رسوله وطاعته فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا حتى شيدوا أركان الدين وقاموا بسنته واعرضوا عن الدنيا الفانية الغرارة وهزموا حزب الشيطان وشيعته رضي عنهم ورضوا عنه ورضي عنا بمحبتهم وجعلنا من أهل طاعته وهديه
فسلام الله عليكم معشر الإخوان الربانيين وخصوصا الفقراء من طائفة الحق البوعزاويين ورحمت الله تعمكم وبركاته تحفكم
ما قال قائل ربي الله ثم استقام وما من مشتاق إلى طيبة وزمزم والمقام هذا واني لكم أحمد الله الذي جلت نعمته وعظمت منته واسأله تعالى لي ولكم توفيقا يقف على جادة الاستقامة ويعرفنا عما يعقبنا حسرة وندامة
اعلموا أيها الإخوان ان هذا زمان وأي زمان وهو الذي كان يصفه النبي العدنان ويبكي عند وصفه بكاء يبكي له العاقل اليقضان الخائف من ظلمة القبر وهول السؤال والمحشر والصراط والميزان
قال صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان عباد جهال وقراء فسقه رواه أبوا نعيم والحاكم عن أنس وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية والورع تصنعا رواه أبوا نعيم عن أبي هريرة وقال صلى الله عليه وسلم من اعلام الساعة أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد والنقد صغار الغنم رواه الطبراني عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن تتخذ الأمانة مغنما والزكاة مغرما ويتعلم لغير دين رواه الترمذي عن أبي هريرة وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن يتمثل الشيطان في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث رواه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لأن يربي الرجل جروا خيرا له من أن يربي ولدا له ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكترأولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشي المرأة على قارعة الطريق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المذاهب رواه الحاكم وغيره عن أبي ذر ومعنى يلبسون جلود الضأن أنهم يلينون القول ويحسنون الفعل رياء وقال صلى الله عليه وسلم ان من أمارة الساعة أن تقطع الأرحام ويؤخذ المال بغير حقه ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء لا يعوذعليه بشيء رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عارا ويكون الإسلام غريبا وحتى تبدو الشحناء بين الناس وحتى يقبض العلم وينقص عمر البشر وينقص السنون والثمرات ويؤتمن التهمآء ويتهم الأمنآء ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويكثر الهرج وهوالقتل وحتى تبنى الغرف أي القصور فتطاول وحتى تحزن ذوات الأولاد أي لعقوق أولادهن وتفرح العواقر ويظهر البغي والحسد والشح وهلك الناس ويكثر الكذب ويقل الصدق وحتى تختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى ويقضى بالظن ويكثرالمطر ويقل الثمر ويغيض العلم غيضا ويفيض الجهل فيضا ويكون الولد غيظا والشتاء قيضا ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي فمن صدقهم بذلك ورضي به لم يرح رائحة الجنة رواه الطبراني عن أبي موسى وسنده جيد وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها ومعناه يمدحون الناس نفاقا ليتوصلون إلى أخد أموالهم رواه الإمام احمد وغيره عن سعيد ابن أبي وقاس
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يعزالله ثلاثا درهما من حلال وعلما مستفاد وأخا في الله عز وجل يعني تقل فيه هذه الثلاثة حتى لا تكاد توجد رواه الديلمي عن حذيفة وقال صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع عشرون رجلا أوأكثرأوأقل فلم يكن فيهم من يهاب في الله فقد حضر الأمر رواه البيهقي وابن عساكرعن عبد الله بن بشر وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فرمن شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر كالثعلب يفر بأشباله وذلك في آخر الزمان إذا لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله فإذا كان كذالك حلت العزوبة
يكون في ذالك الزمان هلاك الرجل على يد أبويه إذا كان له أبوان وإلى فعلى يد زوجته وولده وإلى فعلى يد الأقارب والجيران يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه مالا يطيق حتى يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها ومعناه يغوص في الدنيا ولو على وجه حرام رواه أبو نعيم وغيره عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة ومعناه أن المساجد تكون لذكر الله تعالى رواه البيهقي عن الحسن
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم رواه ابن السني عن جابر وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضا على الدنيا قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا يمشي الصالح فيهم مستخفيا أولائك شرارخلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه
وقال صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة يصلي خمسون نفسا لا تقبل لأحدهم صلاة
رواه أبوالشيخ عن ابن مسعود ومعناه لا يأتون بشروطها وأركانها فلا تصح صلاتهم
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر رواه الترمذي عن أنس
من اشراط الساعة أن يمرالرجل بالمسجد فلا يركع ركعتين رواه أبو داود عن ابن مسعود
تكون في آخرالأمة عند اقتراب الساعة أشياء فمنها نكاح امرأته أوأمته في دبرها وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح الرجل الرجل وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على ذلك حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحا رواه الدارقطني وغيره لا تقوم الساعة حتى يتحول شرارأهل الشام إلى العرق وخيارأهل العراق إلى الشام رواه ابن أبي شيبة عن أبي أمامة يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤسهن كأنسمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت ورائكم أمة من الأمم لخدمهم كما خدمتكم نساء الأمم قبلكم رواه الإمام احمد والحاكم عن ابن عمر والمياثر السروج العظام وفي رواية مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا قال النووي في رياض الصالحين أي يكبرن رؤسهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراثا ولا يفرح بغنيمة رواه مسلم عن ابن مسعود وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف من الجهاد وأن تختل الدنيا بالدين رواه ابن مردويه عن أبي هريرة أي يتحيلون للناس على أن ينالوا منهم الدنيا بسبب تلبسهم في الدين في الظاهر نسأل الله السلامة والعافية
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ومات بعدها أخد بحلقة باب الكعبة فقال يا أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال اخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله قال من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال فقال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة قال يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم وينكرالحق تسعة أعشارهم ويذهب الإ سلام فلا يبقى إلى إسمه ويذهب القران فلا يبقى إلا رسمه ويحلى المصاحف بالذهب ويتسمن ذكورأمتي وتكون المشورة للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذالك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع وتطول المنابر ويكثرالصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة
قال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم اذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغارعلى الغلمان كما يغارعلى الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان تكون أمراء فسقة ووزراء فجره وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها عند ذلك يا سلمان يجيء سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم أي أجسامهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها واغنيائهم للتجارة ومساكنهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة قال ويكون ذلك يا رسول الله
قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يفشوا الكذب ويظهر الكوكب له الذنب
وتشارك المرأة زوجها في التجارة ويتقارب الأسواق قال وما تقاربها قال كسادها وقلت أرباحها عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلتقط رءوس العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي بعث محمدا بالحق قوله في الحديث ويكثر الصفوف إلى آخره معناه أنهم لا يتمون الصفوف الأول فالأول بل يصطف كل ثلاثة في صف وأربعة في صف وهكذا فثكثرالصفوف ويؤيده قوله مع قلوب متباغضة لأن ذلك يورث تخالف القلوب وتباغضها كما أشارإليه الحديث أقيموا صفوفكم أي أتموها ولا تختلفوا فيخالف الله بين قلوبكم
"رواه ابن مردوية "
وقال صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكبائر وأكلوا الربا وأكلوا الرشا وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واتخذوا القرآن مزامير واتخذوا جلود السباع صفافا والمسجد طرقا والحرير لباسا وأكثرالجوروفشا الزنا وتهاونوا بالطلاق وائتمن الخائن وخون الأمين وصار المطر قيظا والولد غيظا وأمرآء فجرة ووزرآء كذبة وأمنآء خونه وعرفآء ظلمة وقلت العلماء وكثر القراء وقلت الفقهاء وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنابر وفسدت القلوب واتخذوا القينات أي الأمة المغنية واستحلت المعازف وشربت الخموروعطلت الحدود ونقصت الشهورونقضت المواثيق وشاركت المرأة زوجها في التجارة وركب الناس البراذين وشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء ويحلف بغير الله ويشهد الرجل من غيرأن يستشهد وكانت الزكاة مغرما والأمانة مغنما وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وقرب صديقه وأقصى أباه وصارت الإمارات مواريث وسب آخرهذه الأمة أولها واكرم الرجل اتقاء شره وكثرت الشرط وصعدت الجهال المنابر ولبس الرجال التيجان وضيقت الطرقات وشيد البناء واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وكثرت خطباء منابركم وركن علمائكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وافتوهم بما يشتهون وتعلم علمائكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم واتخذتم القرآن تجارة وضيعتم حق الله في أموالكم وصارت أموالكم عند شراركم وقطعتم أرحامكم وشربتم الخمور في ناديكم ولعبتم بالميسروضربتم بالكيروالمعزفة والمزاميرومنعتم محاويجكم زكاتكم ورأيتموها مغرما وقتل البريء ليغيظ العامة واختلفت أهواؤكم وصارالعطاء في العبيد والسقاط وطفف المكاييل والموازين ووليتم أموركم سفهائكم رواه ابو الشيخ والديلمي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه قوله اتخذوا جلود السباع صفافا جمع صفة وهو شيء يفرش في السرج ويجلس عليه ومنه الحديث نهى صلى الله عليه وسلم عن صفف النمور والمعازف آلت اللهو وتعطيل الحدود عبارة عن عدم رجم الزاني المحصن وجلد غير المحصن وقطع يد السارق وحد القاذف وشارب الخمر وقوله سب آخرهذه الأمة أولها إلى ما وقع من الرفض وسب الروافض الصحابة رضي الله عنهم وقوله كثرت الشرط هم اعوان الحكام جمع شرطي وقوله ولبس الرجال التيجان أي رجعوا إلى عادة المجوس والفرس من لبس التاج وترك العمائم وقد قال صلى الله عليه وسلم العمائم تيجان العرب وتضييق الطرقات عبارة عن البناء فيها وجلوس الناس للحديث فيضيقون على المارين والميسر القمار وكل شيء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز قاله في النهاية قال العلامة البرزنجي ومنه اللعب في الأعياد بالبيض ونحوه والكير الطبل ذوالرأسين وقيل الطبل الذي له وجه واحد والمعزفة والمعازف وهي آلت اللهو وسقاط الناس أدلهم وأدانيهم
وروى الطبراني عن عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من ورائكم أيام الصبرالمستمسك فيها يومئذ بمثل ما انتم عليه له كأجر خمسين منكم وروى أبو داود وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم واماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين اصابعه قال فبم تأمرني قال ألزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة وروى أبو نعيم وغيره عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاء شديد لا ينجوا منه إلا رجل عرف دين الله فجاهد عليه بلسانه وبقلبه فذلك الذي سبقت له السوابق ورجل عرف دين الله فصدق به وروى مسلم عن حديفة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت صفهم لنا قال هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا قلت فبم تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك وفي رواية عنه يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وروى الحاكم والبهيقي عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر كيف أنت إذا في حثالة وشبك بين أصابعه قال ما تأمرني يا رسول الله قال أصبر أصبر أصبر خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في اعمالهم وروى الإمام أحمد وغيره عن خالد بن عرفطة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا خالد إنها ستكون بعدي احداث وفتن وفرقة واختلاف فإذا كان ذلك فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم في زمان من ترك منكم عشرما أمر به هلك ثم يأتي على الناس زمان من عمل منكم بعشرما آمر به نجا وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امته قبلي إلا كان له من أمته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون به ثم إنها تختلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من تمسك بسنتي عند فساد امتي فله أجر مائة شهيد وقال صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم اكثر وجوههم وجوه الأدميين وقلوبهم قلوب الشياطين سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح ذئاب في ثياب إن تابعهم خدعوك وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن صدقتهم كذبوك وإن كذبتهم صدقوك صبيهم عارم أي قليل الحياء وشابهم شاطر وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر والمؤمن فيهم مستضعف والبدعة فيهم سنت والسنة فيهم بدعة عند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم فيدعوا أخيارهم فلا يستجاب لهم وقال صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تدعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعة فقال قائل من قلة نحب يومئذ فقال بل أنتم كثير ولا كنكم كغتاء السيل ولينزعن الله من صدورعدوكم المهابة وليقذفن في قلوبهم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت وقال صلى الله عليه وسلم كأني بهذه الأمة وقد أحتوشها عدوها من كل جانب يأكلها كما يئكل القوم المائدة قيل اقليلون هم يا رسول الله قال بل كثيرون قيل فما بالهم يا رسول الله قال أصابهم الفشل قيل فما الفشل يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت وقال صلى الله عليه وسلم يظهر قوم لا خلاق لهم في الدنيا شابهم فاسق وشيخهم مارق وصبيهم عارم أي قليل الحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينهم مستضعف والفاسق والمنافق بينهم مشرف إن كنت غنيا وقروك وإن كنت فقيرا حقروك همازون يمشون بالنميمة ويد سون بالخديعة أولئك فراش نار والفراش هو الذي تسميه العامة بفرطط يسقط في النار ولورددناه عنها وذباب طمع وعند ذلك يوليهم الله أمرآء ظلمة ووزراء خونة ورفقاء غشمة وتوقع عند ذلك جرادا شاملا وغلاء متلفا ويتتابع البلاء كما يتتابع الخراز من الخيط إذا انقطع
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما
يقول كاتبه عبد ربه واحوج الخلق إلى عفوه ورحمته وحلمه ولطفه محمد بن الطيب البوعزاوي غفر الله ذنوبه وجميع المساوي ومحا قلبه من ظلمة الشهاوي والدعاوي
بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
وصلى الله على سيدنا محمد صاحب المعجزات وعلى المؤيد بالآيات البينات وعلى آله الذين أوجب الله علينا مودتهم وفرض علينا محبتهم وعلى اصحابه الذين باعوا انفسهم وأموالهم في رضي الله ورضي رسوله وطاعته فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا حتى شيدوا أركان الدين وقاموا بسنته واعرضوا عن الدنيا الفانية الغرارة وهزموا حزب الشيطان وشيعته رضي عنهم ورضوا عنه ورضي عنا بمحبتهم وجعلنا من أهل طاعته وهديه
فسلام الله عليكم معشر الإخوان الربانيين وخصوصا الفقراء من طائفة الحق البوعزاويين ورحمت الله تعمكم وبركاته تحفكم
ما قال قائل ربي الله ثم استقام وما من مشتاق إلى طيبة وزمزم والمقام هذا واني لكم أحمد الله الذي جلت نعمته وعظمت منته واسأله تعالى لي ولكم توفيقا يقف على جادة الاستقامة ويعرفنا عما يعقبنا حسرة وندامة
اعلموا أيها الإخوان ان هذا زمان وأي زمان وهو الذي كان يصفه النبي العدنان ويبكي عند وصفه بكاء يبكي له العاقل اليقضان الخائف من ظلمة القبر وهول السؤال والمحشر والصراط والميزان
قال صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان عباد جهال وقراء فسقه رواه أبوا نعيم والحاكم عن أنس وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية والورع تصنعا رواه أبوا نعيم عن أبي هريرة وقال صلى الله عليه وسلم من اعلام الساعة أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد والنقد صغار الغنم رواه الطبراني عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن تتخذ الأمانة مغنما والزكاة مغرما ويتعلم لغير دين رواه الترمذي عن أبي هريرة وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن يتمثل الشيطان في صورة الرجل فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون فيقول الرجل منهم سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث رواه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم إذا اقترب الزمان لأن يربي الرجل جروا خيرا له من أن يربي ولدا له ولا يوقر كبير ولا يرحم صغير ويكترأولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشي المرأة على قارعة الطريق يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك الزمان المذاهب رواه الحاكم وغيره عن أبي ذر ومعنى يلبسون جلود الضأن أنهم يلينون القول ويحسنون الفعل رياء وقال صلى الله عليه وسلم ان من أمارة الساعة أن تقطع الأرحام ويؤخذ المال بغير حقه ويسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته ويطوف السائل لا يوضع في يده شيء لا يعوذعليه بشيء رواه ابن أبي شيبة عن ابن مسعود وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يجعل كتاب الله عارا ويكون الإسلام غريبا وحتى تبدو الشحناء بين الناس وحتى يقبض العلم وينقص عمر البشر وينقص السنون والثمرات ويؤتمن التهمآء ويتهم الأمنآء ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويكثر الهرج وهوالقتل وحتى تبنى الغرف أي القصور فتطاول وحتى تحزن ذوات الأولاد أي لعقوق أولادهن وتفرح العواقر ويظهر البغي والحسد والشح وهلك الناس ويكثر الكذب ويقل الصدق وحتى تختلف الأمور بين الناس ويتبع الهوى ويقضى بالظن ويكثرالمطر ويقل الثمر ويغيض العلم غيضا ويفيض الجهل فيضا ويكون الولد غيظا والشتاء قيضا ويقوم الخطباء بالكذب فيجعلون حقي لشرار أمتي فمن صدقهم بذلك ورضي به لم يرح رائحة الجنة رواه الطبراني عن أبي موسى وسنده جيد وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها ومعناه يمدحون الناس نفاقا ليتوصلون إلى أخد أموالهم رواه الإمام احمد وغيره عن سعيد ابن أبي وقاس
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يعزالله ثلاثا درهما من حلال وعلما مستفاد وأخا في الله عز وجل يعني تقل فيه هذه الثلاثة حتى لا تكاد توجد رواه الديلمي عن حذيفة وقال صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع عشرون رجلا أوأكثرأوأقل فلم يكن فيهم من يهاب في الله فقد حضر الأمر رواه البيهقي وابن عساكرعن عبد الله بن بشر وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فرمن شاهق إلى شاهق ومن جحر إلى جحر كالثعلب يفر بأشباله وذلك في آخر الزمان إذا لم تنل المعيشة إلا بمعصية الله فإذا كان كذالك حلت العزوبة
يكون في ذالك الزمان هلاك الرجل على يد أبويه إذا كان له أبوان وإلى فعلى يد زوجته وولده وإلى فعلى يد الأقارب والجيران يعيرونه بضيق المعيشة ويكلفونه مالا يطيق حتى يورد نفسه الموارد التي يهلك فيها ومعناه يغوص في الدنيا ولو على وجه حرام رواه أبو نعيم وغيره عن ابن مسعود
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم في أمر دنياهم فلا تجالسوهم فليس لله فيهم حاجة ومعناه أن المساجد تكون لذكر الله تعالى رواه البيهقي عن الحسن
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان يستخفي المؤمن فيهم كما يستخفي المنافق فيكم رواه ابن السني عن جابر وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضا على الدنيا قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا يمشي الصالح فيهم مستخفيا أولائك شرارخلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة رواه الديلمي عن علي رضي الله عنه
وقال صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة يصلي خمسون نفسا لا تقبل لأحدهم صلاة
رواه أبوالشيخ عن ابن مسعود ومعناه لا يأتون بشروطها وأركانها فلا تصح صلاتهم
وقال صلى الله عليه وسلم يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر رواه الترمذي عن أنس
من اشراط الساعة أن يمرالرجل بالمسجد فلا يركع ركعتين رواه أبو داود عن ابن مسعود
تكون في آخرالأمة عند اقتراب الساعة أشياء فمنها نكاح امرأته أوأمته في دبرها وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح الرجل الرجل وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله ومنها نكاح المرأة المرأة وذلك مما حرم الله ورسوله ويمقت الله عليه ورسوله وليس لهؤلاء صلاة ما أقاموا على ذلك حتى يتوبوا إلى الله توبة نصوحا رواه الدارقطني وغيره لا تقوم الساعة حتى يتحول شرارأهل الشام إلى العرق وخيارأهل العراق إلى الشام رواه ابن أبي شيبة عن أبي أمامة يكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤسهن كأنسمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات لو كانت ورائكم أمة من الأمم لخدمهم كما خدمتكم نساء الأمم قبلكم رواه الإمام احمد والحاكم عن ابن عمر والمياثر السروج العظام وفي رواية مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا قال النووي في رياض الصالحين أي يكبرن رؤسهن ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها
وقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقسم ميراثا ولا يفرح بغنيمة رواه مسلم عن ابن مسعود وقال صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة سوء الجوار وقطيعة الأرحام وأن يعطل السيف من الجهاد وأن تختل الدنيا بالدين رواه ابن مردويه عن أبي هريرة أي يتحيلون للناس على أن ينالوا منهم الدنيا بسبب تلبسهم في الدين في الظاهر نسأل الله السلامة والعافية
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ومات بعدها أخد بحلقة باب الكعبة فقال يا أيها الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة فقام إليه سلمان رضي الله عنه فقال اخبرنا فداك أبي وأمي يا رسول الله قال من أشراط الساعة إضاعة الصلاة والميل مع الهوى وتعظيم رب المال فقال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده فعند ذلك يا سلمان تكون الزكاة مغرما والفيء مغنما ويصدق الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويتكلم الرويبضة قال يتكلم في الناس من لم يكن يتكلم وينكرالحق تسعة أعشارهم ويذهب الإ سلام فلا يبقى إلى إسمه ويذهب القران فلا يبقى إلا رسمه ويحلى المصاحف بالذهب ويتسمن ذكورأمتي وتكون المشورة للإماء ويخطب على المنابر الصبيان وتكون المخاطبة للنساء فعند ذالك تزخرف المساجد كما تزخرف الكنائس والبيع وتطول المنابر ويكثرالصفوف مع قلوب متباغضة وألسن مختلفة وأهواء جمة
قال سلمان ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يكون المؤمن فيهم اذل من الأمة يذوب قلبه في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغارعلى الغلمان كما يغارعلى الجارية البكر فعند ذلك يا سلمان تكون أمراء فسقة ووزراء فجره وأمناء خونة يضيعون الصلوات ويتبعون الشهوات فإن أدركتموهم فصلوا صلاتكم لوقتها عند ذلك يا سلمان يجيء سبي من المشرق وسبي من المغرب جثاؤهم أي أجسامهم جثاء الناس وقلوبهم قلوب الشياطين لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا عند ذلك يا سلمان يحج الناس إلى هذا البيت الحرام تحج ملوكهم لهوا وتنزها واغنيائهم للتجارة ومساكنهم للمسألة وقراؤهم رياء وسمعة قال ويكون ذلك يا رسول الله
قال نعم والذي نفس محمد بيده عند ذلك يا سلمان يفشوا الكذب ويظهر الكوكب له الذنب
وتشارك المرأة زوجها في التجارة ويتقارب الأسواق قال وما تقاربها قال كسادها وقلت أرباحها عند ذلك يا سلمان يبعث الله ريحا فيها حيات صفر فتلتقط رءوس العلماء لما رأوا المنكر فلم يغيروه قال ويكون ذلك يا رسول الله قال نعم والذي بعث محمدا بالحق قوله في الحديث ويكثر الصفوف إلى آخره معناه أنهم لا يتمون الصفوف الأول فالأول بل يصطف كل ثلاثة في صف وأربعة في صف وهكذا فثكثرالصفوف ويؤيده قوله مع قلوب متباغضة لأن ذلك يورث تخالف القلوب وتباغضها كما أشارإليه الحديث أقيموا صفوفكم أي أتموها ولا تختلفوا فيخالف الله بين قلوبكم
"رواه ابن مردوية "
وقال صلى الله عليه وسلم من اقتراب الساعة إذا رأيتم الناس أضاعوا الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكبائر وأكلوا الربا وأكلوا الرشا وشيدوا البناء واتبعوا الهوى وباعوا الدين بالدنيا واتخذوا القرآن مزامير واتخذوا جلود السباع صفافا والمسجد طرقا والحرير لباسا وأكثرالجوروفشا الزنا وتهاونوا بالطلاق وائتمن الخائن وخون الأمين وصار المطر قيظا والولد غيظا وأمرآء فجرة ووزرآء كذبة وأمنآء خونه وعرفآء ظلمة وقلت العلماء وكثر القراء وقلت الفقهاء وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنابر وفسدت القلوب واتخذوا القينات أي الأمة المغنية واستحلت المعازف وشربت الخموروعطلت الحدود ونقصت الشهورونقضت المواثيق وشاركت المرأة زوجها في التجارة وركب الناس البراذين وشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء ويحلف بغير الله ويشهد الرجل من غيرأن يستشهد وكانت الزكاة مغرما والأمانة مغنما وأطاع الرجل امرأته وعق أمه وقرب صديقه وأقصى أباه وصارت الإمارات مواريث وسب آخرهذه الأمة أولها واكرم الرجل اتقاء شره وكثرت الشرط وصعدت الجهال المنابر ولبس الرجال التيجان وضيقت الطرقات وشيد البناء واستغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وكثرت خطباء منابركم وركن علمائكم إلى ولاتكم فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وافتوهم بما يشتهون وتعلم علمائكم العلم ليجلبوا به دنانيركم ودراهمكم واتخذتم القرآن تجارة وضيعتم حق الله في أموالكم وصارت أموالكم عند شراركم وقطعتم أرحامكم وشربتم الخمور في ناديكم ولعبتم بالميسروضربتم بالكيروالمعزفة والمزاميرومنعتم محاويجكم زكاتكم ورأيتموها مغرما وقتل البريء ليغيظ العامة واختلفت أهواؤكم وصارالعطاء في العبيد والسقاط وطفف المكاييل والموازين ووليتم أموركم سفهائكم رواه ابو الشيخ والديلمي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه قوله اتخذوا جلود السباع صفافا جمع صفة وهو شيء يفرش في السرج ويجلس عليه ومنه الحديث نهى صلى الله عليه وسلم عن صفف النمور والمعازف آلت اللهو وتعطيل الحدود عبارة عن عدم رجم الزاني المحصن وجلد غير المحصن وقطع يد السارق وحد القاذف وشارب الخمر وقوله سب آخرهذه الأمة أولها إلى ما وقع من الرفض وسب الروافض الصحابة رضي الله عنهم وقوله كثرت الشرط هم اعوان الحكام جمع شرطي وقوله ولبس الرجال التيجان أي رجعوا إلى عادة المجوس والفرس من لبس التاج وترك العمائم وقد قال صلى الله عليه وسلم العمائم تيجان العرب وتضييق الطرقات عبارة عن البناء فيها وجلوس الناس للحديث فيضيقون على المارين والميسر القمار وكل شيء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز قاله في النهاية قال العلامة البرزنجي ومنه اللعب في الأعياد بالبيض ونحوه والكير الطبل ذوالرأسين وقيل الطبل الذي له وجه واحد والمعزفة والمعازف وهي آلت اللهو وسقاط الناس أدلهم وأدانيهم
وروى الطبراني عن عتبة بن غزوان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من ورائكم أيام الصبرالمستمسك فيها يومئذ بمثل ما انتم عليه له كأجر خمسين منكم وروى أبو داود وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم واماناتهم واختلفوا وكانوا هكذا وشبك بين اصابعه قال فبم تأمرني قال ألزم بيتك وأملك عليك لسانك وخذ ما تعرف ودع ما تنكر وعليك بأمر خاصة نفسك ودع عنك أمر العامة وروى أبو نعيم وغيره عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيصيب أمتي في آخر الزمان بلاء شديد لا ينجوا منه إلا رجل عرف دين الله فجاهد عليه بلسانه وبقلبه فذلك الذي سبقت له السوابق ورجل عرف دين الله فصدق به وروى مسلم عن حديفة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت صفهم لنا قال هم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا قلت فبم تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك وفي رواية عنه يكون بعدي ائمة لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال حذيفة كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطيع الأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وروى الحاكم والبهيقي عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر كيف أنت إذا في حثالة وشبك بين أصابعه قال ما تأمرني يا رسول الله قال أصبر أصبر أصبر خالقوا الناس بأخلاقهم وخالفوهم في اعمالهم وروى الإمام أحمد وغيره عن خالد بن عرفطة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا خالد إنها ستكون بعدي احداث وفتن وفرقة واختلاف فإذا كان ذلك فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم في زمان من ترك منكم عشرما أمر به هلك ثم يأتي على الناس زمان من عمل منكم بعشرما آمر به نجا وروى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي بعثه الله في امته قبلي إلا كان له من أمته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون به ثم إنها تختلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل
وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من تمسك بسنتي عند فساد امتي فله أجر مائة شهيد وقال صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم اكثر وجوههم وجوه الأدميين وقلوبهم قلوب الشياطين سفاكين للدماء لا يرعون عن قبيح ذئاب في ثياب إن تابعهم خدعوك وإن تواريت عنهم اغتابوك وإن صدقتهم كذبوك وإن كذبتهم صدقوك صبيهم عارم أي قليل الحياء وشابهم شاطر وشيخهم لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر والمؤمن فيهم مستضعف والبدعة فيهم سنت والسنة فيهم بدعة عند ذلك يسلط الله عليهم شرارهم فيدعوا أخيارهم فلا يستجاب لهم وقال صلى الله عليه وسلم يوشك الأمم أن تدعى عليكم كما تدعى الأكلة إلى قصعة فقال قائل من قلة نحب يومئذ فقال بل أنتم كثير ولا كنكم كغتاء السيل ولينزعن الله من صدورعدوكم المهابة وليقذفن في قلوبهم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت وقال صلى الله عليه وسلم كأني بهذه الأمة وقد أحتوشها عدوها من كل جانب يأكلها كما يئكل القوم المائدة قيل اقليلون هم يا رسول الله قال بل كثيرون قيل فما بالهم يا رسول الله قال أصابهم الفشل قيل فما الفشل يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت وقال صلى الله عليه وسلم يظهر قوم لا خلاق لهم في الدنيا شابهم فاسق وشيخهم مارق وصبيهم عارم أي قليل الحياء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بينهم مستضعف والفاسق والمنافق بينهم مشرف إن كنت غنيا وقروك وإن كنت فقيرا حقروك همازون يمشون بالنميمة ويد سون بالخديعة أولئك فراش نار والفراش هو الذي تسميه العامة بفرطط يسقط في النار ولورددناه عنها وذباب طمع وعند ذلك يوليهم الله أمرآء ظلمة ووزراء خونة ورفقاء غشمة وتوقع عند ذلك جرادا شاملا وغلاء متلفا ويتتابع البلاء كما يتتابع الخراز من الخيط إذا انقطع
وقال صلى الله عليه وسلم إذا غاب الحق وطهر الباطل وصارالمعروف منكرا والمنكر معروفا وظهرت البدع واستبيحت الفواحش وأكل الرجال الربا وخرج النساء متبرجات وحبست الزكاة وقلت الصدقات وأهين العلماء وأكرم الشعراء قحينئذ تحبس السماء مطرها وتحبس الأرض ثمرها وترفع البركات وتقل الأرزاق ولا تنال المعيشة إلا بالشهوات
زمان يكون فيه قوم يصلون ويصومون ويقرأون القرآن ويتمردون على الرحمان قرائتهم حناجرهم أقوالهم أحلى من العسل وأفعالهم أنتن من رائحة البصل قلوبهم محسودة وسرائرهم خبيثة يكون فيهم عمال ظلمة وشهود يشهدون بالزور وحكام يشربون الخمر ويحدون عليها ويأتون الفواحش ويجلدون الناس عليها يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم يمرقوهن من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاكهتهم بالغيبة مجالستهم يرفعون في المساجد بأحاديث الدنيا أصواتهم قوم لا يرحم غنيهم فقيرهم ولا يوقر صغيرهم كبيرهم شيدوا البناء ويهيئون المساجد
زمان يكون فيه الأمير كالأسد والقاضي كالذ يب والتاجر كا لتعلب والفاسق كالكلب والمؤمن كالشاة ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا له من شاة بين أسد وذيب وثعلب وكلب
عندها يتوقع الناس ريحا تنثن بهم الارض ويوقع الله الفتنة بين الخلق فيقتل بعضهم بعضا فينتقم الله من الكل وهو دليل انقراض الدنيا
ثم قال صلى الله عليه وسلم زمان لاتتم فيه تجارة الرجل ولا تنجح حوائجه إلا بالا يمان الكاذبة أولئك هم الذين خسروا انفسهم يوم القيامة فإذا سمعتم هذه الامارات تحققتم انها موجودة في هذا الزمان وثأجلها ضعفت العبادات من قلة الإيمان في القلوب وكثرة الشهوات وتبين لكم صدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أخبر بها قبل وجودها في المغيبات وما بقي إلى الأمارات الكبرى إذا ظهرت خرجت الساعة معها مصحوبة بها
يا أيها الناس أتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى ولكن عذاب الله شديد
فيا سعادة من وفقه الله لطاعته وعمل عملا صالحا يتقرب به ويفرح به عند ملاقاته ويتبدل قبره روضة من رياض الجنة وتثقل موازينه بالحسنات فيسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا
زمان يكون فيه قوم يصلون ويصومون ويقرأون القرآن ويتمردون على الرحمان قرائتهم حناجرهم أقوالهم أحلى من العسل وأفعالهم أنتن من رائحة البصل قلوبهم محسودة وسرائرهم خبيثة يكون فيهم عمال ظلمة وشهود يشهدون بالزور وحكام يشربون الخمر ويحدون عليها ويأتون الفواحش ويجلدون الناس عليها يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم يمرقوهن من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاكهتهم بالغيبة مجالستهم يرفعون في المساجد بأحاديث الدنيا أصواتهم قوم لا يرحم غنيهم فقيرهم ولا يوقر صغيرهم كبيرهم شيدوا البناء ويهيئون المساجد
زمان يكون فيه الأمير كالأسد والقاضي كالذ يب والتاجر كا لتعلب والفاسق كالكلب والمؤمن كالشاة ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا له من شاة بين أسد وذيب وثعلب وكلب
عندها يتوقع الناس ريحا تنثن بهم الارض ويوقع الله الفتنة بين الخلق فيقتل بعضهم بعضا فينتقم الله من الكل وهو دليل انقراض الدنيا
ثم قال صلى الله عليه وسلم زمان لاتتم فيه تجارة الرجل ولا تنجح حوائجه إلا بالا يمان الكاذبة أولئك هم الذين خسروا انفسهم يوم القيامة فإذا سمعتم هذه الامارات تحققتم انها موجودة في هذا الزمان وثأجلها ضعفت العبادات من قلة الإيمان في القلوب وكثرة الشهوات وتبين لكم صدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أخبر بها قبل وجودها في المغيبات وما بقي إلى الأمارات الكبرى إذا ظهرت خرجت الساعة معها مصحوبة بها
يا أيها الناس أتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى ولكن عذاب الله شديد
فيا سعادة من وفقه الله لطاعته وعمل عملا صالحا يتقرب به ويفرح به عند ملاقاته ويتبدل قبره روضة من رياض الجنة وتثقل موازينه بالحسنات فيسعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا
قوموا أيها الإخوان في طاعة سيدكم وقوموا على ساق الجد والاجتهاد في عبادة ربكم فإنما هي أيام قلائل ويدخل الإنسان القبرآما أن يكون عليه روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
والدنيا كلها كسوق عمرته الناس ومن قضى حاجته خرج منه يعني من مات خرج من الدنيا حتى إذا تفرق السوق يعني قيام الساعة خرج الناس سراعا حفاتا أجوع ما كانوا قط وأعطش ما كانوا قط فكل واحد يرفع عمله فطوبى لمن وجد عملا صالحا قال الله تعالى
فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا إذ لا يعبد الله رياء ولا سمعة ولا حيلة ليتوصل بها إلى أموال الناس بل لا تنفع العبادة إلا إذا كانت خالصة لوجه الله الكريم
وعليكم أيها الإخوان بالصلاة مع الجماعة في وقتها فانها خيرالدنيا وما فيها وخصوصا يوم الجمعة فإن العبادة فيه مطلوبة وللأجر فيه أكثرمن جميع الأيام ومطلوب فيه الاجتماع على الطاعة وذكرالله تعالى ليسئل الجاهل وينتبه الغافل ويريح العاقل ويلتمس الخير من بعضهم بعضا قال صلى الله عليه وسلم ما من قوم يجتمعون يذكرون الله تعالى إلى حفتهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده وناداهم منادي من السماء قوموا مغفورا لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات فطوبى لمن أحبه الله وحضر مجمع عبادة الله وكتب من المتحابين فيا سعادة من صارت سيئاته حسنات فلا ربح أكثر من هذا ولا قدر اعظم من هذا وقال صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر
وقد ورد في الوضوء خير كثيرإذا توضأ العبد خرجت ذنوبه مع كل قطرة قطرت من وضوئه من أظفاره فإذا فرغ من الوضوء وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فتحت له أبواب الجنة الثمانية وغفرالله له وناداه مناديا يا عبد الله أدخل الجنة من أي باب شيئت
فإذا صلى العبد وحضر له الخشوع في الصلاة قبلت صلاته ويخلق الله على صورته ملكا يكون راكعا ساجدا تحت العرش ويكتب عمله لصاحب الصلاة
والدنيا كلها كسوق عمرته الناس ومن قضى حاجته خرج منه يعني من مات خرج من الدنيا حتى إذا تفرق السوق يعني قيام الساعة خرج الناس سراعا حفاتا أجوع ما كانوا قط وأعطش ما كانوا قط فكل واحد يرفع عمله فطوبى لمن وجد عملا صالحا قال الله تعالى
فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا إذ لا يعبد الله رياء ولا سمعة ولا حيلة ليتوصل بها إلى أموال الناس بل لا تنفع العبادة إلا إذا كانت خالصة لوجه الله الكريم
وعليكم أيها الإخوان بالصلاة مع الجماعة في وقتها فانها خيرالدنيا وما فيها وخصوصا يوم الجمعة فإن العبادة فيه مطلوبة وللأجر فيه أكثرمن جميع الأيام ومطلوب فيه الاجتماع على الطاعة وذكرالله تعالى ليسئل الجاهل وينتبه الغافل ويريح العاقل ويلتمس الخير من بعضهم بعضا قال صلى الله عليه وسلم ما من قوم يجتمعون يذكرون الله تعالى إلى حفتهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده وناداهم منادي من السماء قوموا مغفورا لكم فقد بدلت سيئاتكم حسنات فطوبى لمن أحبه الله وحضر مجمع عبادة الله وكتب من المتحابين فيا سعادة من صارت سيئاته حسنات فلا ربح أكثر من هذا ولا قدر اعظم من هذا وقال صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة قال حلق الذكر
وقد ورد في الوضوء خير كثيرإذا توضأ العبد خرجت ذنوبه مع كل قطرة قطرت من وضوئه من أظفاره فإذا فرغ من الوضوء وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فتحت له أبواب الجنة الثمانية وغفرالله له وناداه مناديا يا عبد الله أدخل الجنة من أي باب شيئت
فإذا صلى العبد وحضر له الخشوع في الصلاة قبلت صلاته ويخلق الله على صورته ملكا يكون راكعا ساجدا تحت العرش ويكتب عمله لصاحب الصلاة
فتنتبهوا أيها الإخوان رحمكم الله إلى هذا الفضل العظيم والخيرالكثيرالذي غفل الناس عنه وسيندمون عند الموت ويقولون يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ويقولون بعد الموت ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون ويقولون عند الموت ( يا ليتنا اطعنا الله والرسول ) وبعضهم يقول ( يا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد اضلني عن الذكر بعد إذ جائني )
ولا كن أيها الإخوان عليكم بتصحيح التوبة فإنها لا محيد عنها ولا يدرك المريد مقاما من المقامات إلا بعد التوبة
قال الله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) ومن فضل المعاصي وتقلب في المحارم لو أنغمس في سبعين بحرا لم تطهره حتى يعقد مع الله عقدة التوبة والتوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله ثم لا تعود إليه أبدا
ومعنى توبة نصوحا أي مجردة لا تتعلق بشيء ولا يتعلق بها شيء وهو الاستقامة على الطاعة من غير روغان إلى المعصية كما تروغ الثعالب وأن لا يحدث نفسه يعود إلى ذنب متى قدر عليه وأن يترك الدنيا لأجل الله خالصة لوجهه الكريم
كما ارتكب المعاصي لأجل هواه محبا لها بقلبه فإذا ترى التوبة بهذا المعنى فقد صفى قلبه وأمتلأ نورا ولقي الله بقلب سليم من المعاصي فإذا تاب العبد فرحت به داره في الجنة وتفرح به السماء والأرض ويفرح به النبي صلى الله عليه وسلم ويفرح به الكريم جل جلاله ويقول يا ملآئكتي انظروا إلى عبدي فعل فعلا حراما وعلم أن له ربا يعلم بالذنب ويعاقب عليه ويغفرالذنوب فندم وخافني قبل أن أنصب الميزان وانشرالديوان أشهدكم يا ملآئكتي اني قد غفرت له
فأ حمدوا الله أيها الإخوان واشكروه على رحمته وإحسانه يكون العبد في المعاصي سبعين فيتوب إلى الله في ساعة واحدة ويندم على ما فات ويبكي فيتوب الله عليه ويغفر له جميع الذنوب ويمحوها من ديوانه
ولا كن أيها الإخوان عليكم بتصحيح التوبة فإنها لا محيد عنها ولا يدرك المريد مقاما من المقامات إلا بعد التوبة
قال الله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون )
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا ) ومن فضل المعاصي وتقلب في المحارم لو أنغمس في سبعين بحرا لم تطهره حتى يعقد مع الله عقدة التوبة والتوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله ثم لا تعود إليه أبدا
ومعنى توبة نصوحا أي مجردة لا تتعلق بشيء ولا يتعلق بها شيء وهو الاستقامة على الطاعة من غير روغان إلى المعصية كما تروغ الثعالب وأن لا يحدث نفسه يعود إلى ذنب متى قدر عليه وأن يترك الدنيا لأجل الله خالصة لوجهه الكريم
كما ارتكب المعاصي لأجل هواه محبا لها بقلبه فإذا ترى التوبة بهذا المعنى فقد صفى قلبه وأمتلأ نورا ولقي الله بقلب سليم من المعاصي فإذا تاب العبد فرحت به داره في الجنة وتفرح به السماء والأرض ويفرح به النبي صلى الله عليه وسلم ويفرح به الكريم جل جلاله ويقول يا ملآئكتي انظروا إلى عبدي فعل فعلا حراما وعلم أن له ربا يعلم بالذنب ويعاقب عليه ويغفرالذنوب فندم وخافني قبل أن أنصب الميزان وانشرالديوان أشهدكم يا ملآئكتي اني قد غفرت له
فأ حمدوا الله أيها الإخوان واشكروه على رحمته وإحسانه يكون العبد في المعاصي سبعين فيتوب إلى الله في ساعة واحدة ويندم على ما فات ويبكي فيتوب الله عليه ويغفر له جميع الذنوب ويمحوها من ديوانه
وقد قال صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كمن لا ذنب له اللهم أجعلنا من التوابين المتطهرين آمين بفضلك يا أرحم الراحمين
ويروى أن رجلا قال يا رسول الله إني كنت أعمل الفواحش فهل لي من توبة قال نعم فذهب ثم رجع فقال يا رسول الله أكان يراني وأنا أعملها قال نعم فصاح الرجل صيحة خرجت معها روحه
وهذه التوبة الخالصة وما اذمن هذا القلب وما أشد حيآء هذا الرجل حتى مات حياء من الله بعد أن علم أن الله يقبل التوبة ومع هذا لما علم أنه كان يراه حصل له الحيآء من الله اللهم البسنا ثوب الحيآء وهب علينا وعلى قلوبنا نسمات التوفيق لتردنا إلى طاعتك بفضلك يا ارحم الراحمين
وإذا أجتمعتم أيها الإخوان فليك أجتماعكم بسكون وخشوع وسكينة ووقار ويتعلم الجاهل ويزيد العالم علما وليسئل الجاهل فإن السؤال نصف العلم وما خلقنا الله عالمين بل كلنا متعلمين ولا يستحي الإنسان عن دينه فإن الشيطان يوسوس ويقول له ألا تستحي تسئل من هو أحقر منك ويموت الإنسان على جهل والعياذ بالله
ولا تجعلوا جمعكم فاكهة للضحك وللبسط والازدراء بالناس والسخرية والاستهزاء والنميمة والغيبة وهي أن تذكر أخاك بما يكره ولو كان فيه فمن أغتاب أحدا في غيبته فكأنه أكل لحمه
واعطوا الجمع حقه من الذكر والتسبيح والتهليل ولا بأس أن تذكروا خصص من مضى وأحوال القرون السابقة بقصد الاعتبار وإن حصل لكم فاذكروا كرامات الصالحين فمجاهدتهم وأحوالهم وما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وانما حذرناكم وأمرناكم بالأدب في الجمع لأن لله ملآئكة سياحين على وجه الأرض فإذا وجدوا حلق الذكر يقول بعضهم لبعض هلموا إلى بغيتكم فيجتمعون عليهم حتى يملئون مابين أيدهم وما خلفهم وما فوق رءوسهم إلى عنان السماء فإذا فرغ الناس من الذكر صعدوا إلى المولى جل جلاله فيسئلهم وهو أعلم فيقول يا ملآئكتي كيف وجدتم عبادي فيقولون يا ربنا وجدناهم يذكرونك ويسبحونك ويمجدونك فيقول الله وهل رأوني فيقولون لا يا ربنا لكن صدقوا نبيك محمد وآمنوا به ولو رأوك لازدادوا طاعة وعبادة وما عصاك أحد قط فيقول الله تبازك وتعالى وهو اعلم ما يطلبون يا ملآئكتي فيقولون يا ربنا يطلبون الجنة فيقول الله تبارك وتعالى وهل رأوها فيقولون لا يا ربنا ولا كنهم صدقوا نبيك وآمنوا به ولو رأوها لزدادوا رغبة وطلبا وشوقا إليها فيقول الله تعالى وهو اعلم يا ملآئكتي ومما يتعودون ويخافون فيقولون يا ربنا يخافون من نارك ويتعودون منها فيقول الله تبارك وتعالى يا ملآئكتي وهل رأوها فيقولون لا يا ربنا ولا كنهم صدقوا نبيك وآمنوا به ولو رأوها لأزدادوا خوفا ورهبة وبكاء وما ضحكوا قط فيقول الله تعالى أشهدكم يا ملآئكتي اني أعطيتهم ما يطلبون وأمنتهم مما يخافون فتقول الملآئكة يا ربنا إن فلانا وفلانا ليس منهم وإنما جاء ولحاجة فوجدوا الذكر فجلسوا جانبهم فيقول الله تعالى يا ملائكتي ذلك القوم لا يشقى جليسهم أكتبوهم منهم سبحانك ما أرحمك وما أكرمك اللهم أمنن علينا بصفاء السريرة وصلاح العلانية في جميع الأحوال أنك جواد كريم أمنن علينا بصفاء السريرة وصلاح العلانية في جميع الأحوال انك جواد كريم آمين
وأعلموا أيها الإخوان
ان أصل كل خير وطاعة وعبادة توصل إلى الجنة العطاء والجود والكرم قال الله تعالى ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ) وهي الجنة فأنت ترى أن الله قدم العطاء على التقوى لأن العطاء والجود والكرم شجرة في الجنة وقضبانها في الدنيا فمن تمسك بقضيب من الجود والكرم جره إلى الجنة وأصل كل رزية ومعصية وبلية البخل والشح قال الله تعالى ( وأما من بخل وأستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) وهي جهنم فأنت ترى أن الله قدم الشح على التكذيب وهو الكفر لأن الشح شجرة في جهنم وقضبانها في الدنيا ومن تمسك بقضيب من الشح جره إلى جهنم تعوذ بالله من الشح
والسخي قريب من الله قريب من الملآئكة قريب من الناس قريب من الجنة
والشحيح بعيد من الله بعيد من الملآئكة بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار
وقد مدح الله الأسخياء بقوله ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
وحض على الجود والكرم بقوله ( وانفقوا من مارزقناكم من قبل أن ياتي احدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فاصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخرالله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا آنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض)
وقال تعالى ( الذين ينفقون أموالهم أبتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل حبة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير )
وليكن أيها الإخوان الشيء الذي تكرمون به الفقراء وتتصدقوا به من أطيب أموالكم وأحبها إليكم ولا تتصدقوا بالذني والخبيث من أموالكم لو أعطاك أحد مثله تكرهه
قال تعالى ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخديه إلا أن تغمضوا فيه
وأعلموا أن الله غني حميد
أي لو شاء لأغنى الناس كل واحد عن غيره ولكن ليختبركم ولينظر تصرفكم وأحتياج بعضكم إلى بعض والله حكيم في أفعاله
قال تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى المآل مالي ، والأغنياء وكلائي ، والفقراء عيالي ، فإن وكلائي بمالي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوتها الفقراء فهو خيرلكم ونكفرعنكم من سيئاتكم والله بما تعلمون خبير) الآية
إذا سمعتم هذا ( فلينفق ذو سعة من سعته ومن قدرعليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ) لا تكلفوا أنفسكم وتسلفوا وتشقوا على انفسكم لتكرموا الفقراء إنما التكليف على الغني بحسب حاله وطاقته ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متعا بالمعروف حقا على المحسنين ) ومن كان فقيرا فقد أراحه الله التكليف في الدنيا والآخرة
ويروى أن رجلا قال يا رسول الله إني كنت أعمل الفواحش فهل لي من توبة قال نعم فذهب ثم رجع فقال يا رسول الله أكان يراني وأنا أعملها قال نعم فصاح الرجل صيحة خرجت معها روحه
وهذه التوبة الخالصة وما اذمن هذا القلب وما أشد حيآء هذا الرجل حتى مات حياء من الله بعد أن علم أن الله يقبل التوبة ومع هذا لما علم أنه كان يراه حصل له الحيآء من الله اللهم البسنا ثوب الحيآء وهب علينا وعلى قلوبنا نسمات التوفيق لتردنا إلى طاعتك بفضلك يا ارحم الراحمين
وإذا أجتمعتم أيها الإخوان فليك أجتماعكم بسكون وخشوع وسكينة ووقار ويتعلم الجاهل ويزيد العالم علما وليسئل الجاهل فإن السؤال نصف العلم وما خلقنا الله عالمين بل كلنا متعلمين ولا يستحي الإنسان عن دينه فإن الشيطان يوسوس ويقول له ألا تستحي تسئل من هو أحقر منك ويموت الإنسان على جهل والعياذ بالله
ولا تجعلوا جمعكم فاكهة للضحك وللبسط والازدراء بالناس والسخرية والاستهزاء والنميمة والغيبة وهي أن تذكر أخاك بما يكره ولو كان فيه فمن أغتاب أحدا في غيبته فكأنه أكل لحمه
واعطوا الجمع حقه من الذكر والتسبيح والتهليل ولا بأس أن تذكروا خصص من مضى وأحوال القرون السابقة بقصد الاعتبار وإن حصل لكم فاذكروا كرامات الصالحين فمجاهدتهم وأحوالهم وما كان عليه السلف الصالح رضي الله عنهم وانما حذرناكم وأمرناكم بالأدب في الجمع لأن لله ملآئكة سياحين على وجه الأرض فإذا وجدوا حلق الذكر يقول بعضهم لبعض هلموا إلى بغيتكم فيجتمعون عليهم حتى يملئون مابين أيدهم وما خلفهم وما فوق رءوسهم إلى عنان السماء فإذا فرغ الناس من الذكر صعدوا إلى المولى جل جلاله فيسئلهم وهو أعلم فيقول يا ملآئكتي كيف وجدتم عبادي فيقولون يا ربنا وجدناهم يذكرونك ويسبحونك ويمجدونك فيقول الله وهل رأوني فيقولون لا يا ربنا لكن صدقوا نبيك محمد وآمنوا به ولو رأوك لازدادوا طاعة وعبادة وما عصاك أحد قط فيقول الله تبازك وتعالى وهو اعلم ما يطلبون يا ملآئكتي فيقولون يا ربنا يطلبون الجنة فيقول الله تبارك وتعالى وهل رأوها فيقولون لا يا ربنا ولا كنهم صدقوا نبيك وآمنوا به ولو رأوها لزدادوا رغبة وطلبا وشوقا إليها فيقول الله تعالى وهو اعلم يا ملآئكتي ومما يتعودون ويخافون فيقولون يا ربنا يخافون من نارك ويتعودون منها فيقول الله تبارك وتعالى يا ملآئكتي وهل رأوها فيقولون لا يا ربنا ولا كنهم صدقوا نبيك وآمنوا به ولو رأوها لأزدادوا خوفا ورهبة وبكاء وما ضحكوا قط فيقول الله تعالى أشهدكم يا ملآئكتي اني أعطيتهم ما يطلبون وأمنتهم مما يخافون فتقول الملآئكة يا ربنا إن فلانا وفلانا ليس منهم وإنما جاء ولحاجة فوجدوا الذكر فجلسوا جانبهم فيقول الله تعالى يا ملائكتي ذلك القوم لا يشقى جليسهم أكتبوهم منهم سبحانك ما أرحمك وما أكرمك اللهم أمنن علينا بصفاء السريرة وصلاح العلانية في جميع الأحوال أنك جواد كريم أمنن علينا بصفاء السريرة وصلاح العلانية في جميع الأحوال انك جواد كريم آمين
وأعلموا أيها الإخوان
ان أصل كل خير وطاعة وعبادة توصل إلى الجنة العطاء والجود والكرم قال الله تعالى ( فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى ) وهي الجنة فأنت ترى أن الله قدم العطاء على التقوى لأن العطاء والجود والكرم شجرة في الجنة وقضبانها في الدنيا فمن تمسك بقضيب من الجود والكرم جره إلى الجنة وأصل كل رزية ومعصية وبلية البخل والشح قال الله تعالى ( وأما من بخل وأستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ) وهي جهنم فأنت ترى أن الله قدم الشح على التكذيب وهو الكفر لأن الشح شجرة في جهنم وقضبانها في الدنيا ومن تمسك بقضيب من الشح جره إلى جهنم تعوذ بالله من الشح
والسخي قريب من الله قريب من الملآئكة قريب من الناس قريب من الجنة
والشحيح بعيد من الله بعيد من الملآئكة بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار
وقد مدح الله الأسخياء بقوله ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
وحض على الجود والكرم بقوله ( وانفقوا من مارزقناكم من قبل أن ياتي احدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فاصدق وأكن من الصالحين ولن يؤخرالله نفسا إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون )
وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا آنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض)
وقال تعالى ( الذين ينفقون أموالهم أبتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل حبة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير )
وليكن أيها الإخوان الشيء الذي تكرمون به الفقراء وتتصدقوا به من أطيب أموالكم وأحبها إليكم ولا تتصدقوا بالذني والخبيث من أموالكم لو أعطاك أحد مثله تكرهه
قال تعالى ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخديه إلا أن تغمضوا فيه
وأعلموا أن الله غني حميد
أي لو شاء لأغنى الناس كل واحد عن غيره ولكن ليختبركم ولينظر تصرفكم وأحتياج بعضكم إلى بعض والله حكيم في أفعاله
قال تعالى ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى المآل مالي ، والأغنياء وكلائي ، والفقراء عيالي ، فإن وكلائي بمالي على عيالي أذقتهم وبالي ولا أبالي ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوتها الفقراء فهو خيرلكم ونكفرعنكم من سيئاتكم والله بما تعلمون خبير) الآية
إذا سمعتم هذا ( فلينفق ذو سعة من سعته ومن قدرعليه رزقه فلينفق مما آتاه الله ) لا تكلفوا أنفسكم وتسلفوا وتشقوا على انفسكم لتكرموا الفقراء إنما التكليف على الغني بحسب حاله وطاقته ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ( على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متعا بالمعروف حقا على المحسنين ) ومن كان فقيرا فقد أراحه الله التكليف في الدنيا والآخرة
قال صلى الله عليه وسلم فاز المخففون والسنة لا تبخل بالموجود ولا تتكلف بالمفقود وروح الأعمال أيها الإخوان هو إخلاص العبادة للملك الديان فلا ينفع شيء من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم فكم من صائم الدهر قائم الليل كله لا ينفعه شيء
ورد أن العبد يقف بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيقول الله له عبدي قد علمت انك كنت في دار الدنيا تصوم الدهر كله وتقوم الليل كله ولا كن يا عبدي علمت من قلبك أنك كنت تصوم وتصلي ليقول الناس فلان كذا وكذا وليزورك الناس قد قالوا ذلك يعني فلان يصوم ويصلي وكانوا يزورنك وذلك حظك في الدنيا ولا أجر لك عندي اذهبوا بعبدي إلى النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب ويقف آخر بين يدي الله تعالى فيقول الله تعالى عبدي كنت في دار الدنيا تتمنى الدنيا وتجعل زاوية ويزورنك الناس وتكرم الزائرين وقد أعطيتك ذلك وقال الناس زاوية فلان وقالوا يكرم الناس وذلك حظك اذهبوا بعبدي إلى النار
ويأتي آخر فيقف بين يدي الله تعالى فيقول الله تعالى عبدي كنت في دار الدنيا تجعل سبحة في عنقك وسجادة على أكتافك ومرقعة على جسدك وتطوف على الناس وترشدهم وتأمرهم بالطاعة وكنت أعلم منك أن مقصودك لتنال من دراهمهم ودنياهم وقد نلت وأعطوك وذلك حظك أذهبوا بعبدي النار
وها كذا كل عمل ممزوج بشهوة مردود صاحبه يوم القيامة من الرحمة مطرود وخصوصا اني احذر المقدمين الدالين على الله في جميع النواحي المنتسبين الذين يلقنون الفقراء ويعلمونهم الدين على طريقة الفقراء البعزاويين وأحضهم على الإخلاص والتبني من الحول والقوة ودعوى الخصوصية وإنما فضيلة المؤمنون إخوانا في دين الله وطاعة رسوله الصادق من غير بحث على أحد ولا انتقاد ولا اعتراض على أحد من المؤمنين المنتسبين فالكل على هدى وبصيرة من ربه سبحانه وتعالى
والطريقة واحدة وهو حبل الله المتين الذي قال الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) والحبل لا إله إلا الله محمد رسول الله ولاتكن من الكافرين وقال تعالى ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
فكونوا أيها المقدمين السادات الدالين على أثر السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين
فإن الداعين الخلق إلى الله نوابون عن الرسل عليهم الصلاة والسلام وكل رسول يقول لقومه إذ أعلمهم دينهم ... يا قوم لا أسئلكم عليه أجرا إن أجري إلا على رب العالمين
وقال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقد أثنى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالشفقة والرحمة والقناعة والزهد بقوله ( ولا يسألكم أموا لكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج اضغانكم ).
مع أنه صلى الله عليه وسلم يجوز له أن يأخذ مآل المؤمنين وأن يتصرف فيه بغيرإذنهم ولا كن تركه لهم شفقة عليهم وخاف إن أخذ لهم شيئا نفروا وكفروا فجزاه الله بما جزى به أفضل نبي ورسول عنا
وكان صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره والدنيا طوع يديه يأكل الشعير ويأكل خبزا من غير ايدام وما شبع من القمح مرة حتى لقي الله تعالى
وكان يخرز نعله وكان يرقع ثوبه وتمر على داره الأشهر الثلاثة وما استوقدت نار في داره قط وكان فطورهم على الماء والتمر وكانت في داره تسعة بيوت وكذلك قال الصحابة رضي الله عنهم وقد مرضت بنته مولاتنا فاطمة فخرج ببعيد فآمن مرضها فتبعته الصحابة وقالوا يا رسول نذهب معك لعيادتها فأذن لهم فلما وصل إلى بيتها دق الباب فقالت من هذا قال محمد رسول الله قالت أدخل على بركة الله يا أبي فقال لها هؤلاء أصحابي معي فقالت يا أبي والله ما عندي ما أواري به عورتي فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه الشريف وفتح الباب ورماها به فقال لها استر بهاذا فسترت به ففتحت ودخلوا عليها كلهم فلما خرجوا ردت إليه رداءه الشريف ثم صار كل واحد من الصحابة يبكي ويقول والله هذه بنت حبيب الله وهي في هذه الحالة
وكانت ثلاثة مائة يسمون بأهل الصفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته يسكنون فيه لا مأوى لهم غيره وكانت عليهم مرقعات إذا غطى أحدهم رأسه بقيت رجلاه وإذا غطى بها رجلاه بقي رأسه وإذا سجدوا بدت عوراتهم وكان المؤذن يقول للنساء لا ترفعن رؤسكن من السجود حتى يرفع الرجال لأن كن يصلين خلف الرجال وخاف ينظرن عورات الرجال
فتأملوا رحمكم الله في سيرة حبيب الله وفي سيرة أصحابه وما من هؤلاء الفقراء إلا وصار أميرا في قبيلة حيث فتحوا البلاد وبقوا على حالهم ولم يترفهوا ولم يتبذلواعن الحالة التي فارقهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدحهم الله بذلك فقال ( رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم )
وقد دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده جلسا على الحصير وقد أثر فيه فبكي سيدنا عمر رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر فقال يا رسول الله هؤلاء قيصر وكسرى يلبسون الحرير ويتنعمون وأنت حبيب الله وقد أ ثر الحصير في جسدك فقال صلى الله عليه وسلم أما ترضى يا عمرأن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا فقال رضيت يا رسول الله
فينبغي لكل داع إلى الله وإلى طاعته أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأصحابه ومن كان يدعوا إلى الله ويزهد الناس في الدنيا وهو يجمعها ويحبها فقد خان نفسه وكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا نوع من النفاق حيث يأمرالناس ولا يأمر نفسه ويقول للناس افعلوا وهو لم يفعل قال الله تعالى ( ا تامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )
فما أقبح الرجل ينهي ولم ينته وما أقبح العارف يزهد الناس وهو يرغب في الدنيا ولا شك أن المنافقين أشدعذابا من الكافرين لأن الله تعالى يقول ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما )
فيا معشر المقدمين قوموا في مقام الصدق مع الله ومع عباد الله ولا تخالفوا سريرتكم وعلانيتكم فإن الله مطالع على ما في السرائر وما تخفي الصدور
أحذركم يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تاويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى
فطوبى لمن استوت سريرتهم وعلانيتهم وكانت دعواهم إلى الله خالصا لوجهه الكريم ورد انه إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يوم القيامة ينادي منادي من قبل الله أين الذين لهم حق على الله فيدخلون الجنة برحمة الله ، فتقول الملآئكة يا جبريل ومن له الحق على الله فيقول المتحابون في الله المجتمعون من قبائل شتى لا يريدون إلا وجه الله هم الذين لهم الحق على الله فتتسارع الناس إلى الجنة فتتلقاهم الملآئكة فيقولون لهم ارجعوا فيقولون نحن المتحابون فتقول الملآئكة أما هؤلاء فكانت محبتهم لدنيا وللتجارة وأما هؤلاء فكانت محبتهم للمعاصي والشهوات فارجعوا وأما هؤلاء فكان اجتماعهم لأجل لا إله إلا الله ومحبة في الله وكانوا يتزاورون في الله وكانوا يتباذلون في الله ( ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين )
قال الله تعالى ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنت تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ) ( ولهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون تلك الجنة التي أرثموها بما كنتم تعملون )
فيا معشر الفقراء والمقدمين انظروا مقام الصدق كيف فعل با لصدقين وأني أحذركم يوم تبدوا الفضائح ويظهر للناس مقام الكاذبين ، فينادي بهم في المحشر هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )
ولتعلموا إنما قدمناكم لتنبهوا الغافل وتعلموا الجاهل وترشدالضال وتزهدوا الناس في الدنيا فإن الله تعالى يقول ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها وما له في الآخرة من نصيب
فمن نهج هذا المنهج وسلك هذا المسلك فهو من الصديقين والحمد لله ومن خالف ورمى الفريضة على الفقراء وطلب منهم الفانية فقد خان العهد ورمي بنفسه في المهالك وكان من الضالين وفي الحقيقة لم يكن نائبا عن الرسول وإنما نائبا عن فرعون وقارون وهامان والنمرود فهؤلاء الذين كانوا يرمون الضريبة على العباد ويجمعون الحطام حتى أهلكهم الله
( فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ) فليعرض المريد بنفسه على القرآن ولينظر من الفريقين هو ويحكم نفسه لنفسه هل هو من الصديقين التائبين في الدلالة على الله أو من الكاذبين النائبين عن الظلمة في جلب الفاني ويعلم الله أني لم أقدم أحدا إلا الله وفي الله ولا يجمع لي دينارا ولا درهما ( وما عند الله خير وابقى ) نعم أتاه شيء من غير سؤال ولا تشوف فليأخذه فإنه أحل الحلال وكلامنا مع من يكلف أو يفرض وربما يدفع الفقير ذلك حياء وهذا هو الغصب وسيف الحياء أقطع من سيف الجوى وأما من أعطى عن طيب نفسه ومن غير فريضة وقال هذا لله فهو حلال ولو كان مخصوصا به لقوله تعالى حين مدحهم
( ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون )
وقال تعالى في الثناء عليهم ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقيهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزايهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظللها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقيهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا
فيا أيها الإخوان وخصوصا المقدمون اسمعوا قول الله تعالى واعملوا به ( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تنصرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الخاسرين أو تقول لو أن الله هديني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين
فإذا ندم الإنسان في المحشر وقال ذلك يقال له ( بلى قد جائتك آيتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )
(فمن جائته موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون )
اللهم أجعلنا من الذين سمعوا الموعظة واتعظوا بها وأيدنا بما أيدت به عبادك المتقين بفضلك يا أرحم الراحمين
بيده الفانية سائلا من الله العفو والعافية محمد بن الطيب البوعزاوي غفر الله له جميع المساوي ونقلها من نسخته أفقر الورى إلى ربه العبد الضعيف المسكين محمد بن شيخ وقته وفريد عصره سيدي محمد بن الطيب البوعزاوي وكان الله له وسامحه وستر عيبه وغفر له ولمواليه وأشياخه والمسلمين أجمعين بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ورد أن العبد يقف بين يدي الله تعالى يوم القيامة فيقول الله له عبدي قد علمت انك كنت في دار الدنيا تصوم الدهر كله وتقوم الليل كله ولا كن يا عبدي علمت من قلبك أنك كنت تصوم وتصلي ليقول الناس فلان كذا وكذا وليزورك الناس قد قالوا ذلك يعني فلان يصوم ويصلي وكانوا يزورنك وذلك حظك في الدنيا ولا أجر لك عندي اذهبوا بعبدي إلى النار
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر والتعب ويقف آخر بين يدي الله تعالى فيقول الله تعالى عبدي كنت في دار الدنيا تتمنى الدنيا وتجعل زاوية ويزورنك الناس وتكرم الزائرين وقد أعطيتك ذلك وقال الناس زاوية فلان وقالوا يكرم الناس وذلك حظك اذهبوا بعبدي إلى النار
ويأتي آخر فيقف بين يدي الله تعالى فيقول الله تعالى عبدي كنت في دار الدنيا تجعل سبحة في عنقك وسجادة على أكتافك ومرقعة على جسدك وتطوف على الناس وترشدهم وتأمرهم بالطاعة وكنت أعلم منك أن مقصودك لتنال من دراهمهم ودنياهم وقد نلت وأعطوك وذلك حظك أذهبوا بعبدي النار
وها كذا كل عمل ممزوج بشهوة مردود صاحبه يوم القيامة من الرحمة مطرود وخصوصا اني احذر المقدمين الدالين على الله في جميع النواحي المنتسبين الذين يلقنون الفقراء ويعلمونهم الدين على طريقة الفقراء البعزاويين وأحضهم على الإخلاص والتبني من الحول والقوة ودعوى الخصوصية وإنما فضيلة المؤمنون إخوانا في دين الله وطاعة رسوله الصادق من غير بحث على أحد ولا انتقاد ولا اعتراض على أحد من المؤمنين المنتسبين فالكل على هدى وبصيرة من ربه سبحانه وتعالى
والطريقة واحدة وهو حبل الله المتين الذي قال الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) والحبل لا إله إلا الله محمد رسول الله ولاتكن من الكافرين وقال تعالى ( يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )
فكونوا أيها المقدمين السادات الدالين على أثر السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين
فإن الداعين الخلق إلى الله نوابون عن الرسل عليهم الصلاة والسلام وكل رسول يقول لقومه إذ أعلمهم دينهم ... يا قوم لا أسئلكم عليه أجرا إن أجري إلا على رب العالمين
وقال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقد أثنى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالشفقة والرحمة والقناعة والزهد بقوله ( ولا يسألكم أموا لكم إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج اضغانكم ).
مع أنه صلى الله عليه وسلم يجوز له أن يأخذ مآل المؤمنين وأن يتصرف فيه بغيرإذنهم ولا كن تركه لهم شفقة عليهم وخاف إن أخذ لهم شيئا نفروا وكفروا فجزاه الله بما جزى به أفضل نبي ورسول عنا
وكان صلى الله عليه وسلم مع جلالة قدره والدنيا طوع يديه يأكل الشعير ويأكل خبزا من غير ايدام وما شبع من القمح مرة حتى لقي الله تعالى
وكان يخرز نعله وكان يرقع ثوبه وتمر على داره الأشهر الثلاثة وما استوقدت نار في داره قط وكان فطورهم على الماء والتمر وكانت في داره تسعة بيوت وكذلك قال الصحابة رضي الله عنهم وقد مرضت بنته مولاتنا فاطمة فخرج ببعيد فآمن مرضها فتبعته الصحابة وقالوا يا رسول نذهب معك لعيادتها فأذن لهم فلما وصل إلى بيتها دق الباب فقالت من هذا قال محمد رسول الله قالت أدخل على بركة الله يا أبي فقال لها هؤلاء أصحابي معي فقالت يا أبي والله ما عندي ما أواري به عورتي فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه الشريف وفتح الباب ورماها به فقال لها استر بهاذا فسترت به ففتحت ودخلوا عليها كلهم فلما خرجوا ردت إليه رداءه الشريف ثم صار كل واحد من الصحابة يبكي ويقول والله هذه بنت حبيب الله وهي في هذه الحالة
وكانت ثلاثة مائة يسمون بأهل الصفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته يسكنون فيه لا مأوى لهم غيره وكانت عليهم مرقعات إذا غطى أحدهم رأسه بقيت رجلاه وإذا غطى بها رجلاه بقي رأسه وإذا سجدوا بدت عوراتهم وكان المؤذن يقول للنساء لا ترفعن رؤسكن من السجود حتى يرفع الرجال لأن كن يصلين خلف الرجال وخاف ينظرن عورات الرجال
فتأملوا رحمكم الله في سيرة حبيب الله وفي سيرة أصحابه وما من هؤلاء الفقراء إلا وصار أميرا في قبيلة حيث فتحوا البلاد وبقوا على حالهم ولم يترفهوا ولم يتبذلواعن الحالة التي فارقهم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدحهم الله بذلك فقال ( رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم )
وقد دخل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجده جلسا على الحصير وقد أثر فيه فبكي سيدنا عمر رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر فقال يا رسول الله هؤلاء قيصر وكسرى يلبسون الحرير ويتنعمون وأنت حبيب الله وقد أ ثر الحصير في جسدك فقال صلى الله عليه وسلم أما ترضى يا عمرأن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا فقال رضيت يا رسول الله
فينبغي لكل داع إلى الله وإلى طاعته أن يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأصحابه ومن كان يدعوا إلى الله ويزهد الناس في الدنيا وهو يجمعها ويحبها فقد خان نفسه وكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا نوع من النفاق حيث يأمرالناس ولا يأمر نفسه ويقول للناس افعلوا وهو لم يفعل قال الله تعالى ( ا تامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون )
فما أقبح الرجل ينهي ولم ينته وما أقبح العارف يزهد الناس وهو يرغب في الدنيا ولا شك أن المنافقين أشدعذابا من الكافرين لأن الله تعالى يقول ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما )
فيا معشر المقدمين قوموا في مقام الصدق مع الله ومع عباد الله ولا تخالفوا سريرتكم وعلانيتكم فإن الله مطالع على ما في السرائر وما تخفي الصدور
أحذركم يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تاويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعوا من أدبر وتولى وجمع فأوعى
فطوبى لمن استوت سريرتهم وعلانيتهم وكانت دعواهم إلى الله خالصا لوجهه الكريم ورد انه إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد يوم القيامة ينادي منادي من قبل الله أين الذين لهم حق على الله فيدخلون الجنة برحمة الله ، فتقول الملآئكة يا جبريل ومن له الحق على الله فيقول المتحابون في الله المجتمعون من قبائل شتى لا يريدون إلا وجه الله هم الذين لهم الحق على الله فتتسارع الناس إلى الجنة فتتلقاهم الملآئكة فيقولون لهم ارجعوا فيقولون نحن المتحابون فتقول الملآئكة أما هؤلاء فكانت محبتهم لدنيا وللتجارة وأما هؤلاء فكانت محبتهم للمعاصي والشهوات فارجعوا وأما هؤلاء فكان اجتماعهم لأجل لا إله إلا الله ومحبة في الله وكانوا يتزاورون في الله وكانوا يتباذلون في الله ( ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين )
قال الله تعالى ( هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنت تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ) ( ولهم فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون تلك الجنة التي أرثموها بما كنتم تعملون )
فيا معشر الفقراء والمقدمين انظروا مقام الصدق كيف فعل با لصدقين وأني أحذركم يوم تبدوا الفضائح ويظهر للناس مقام الكاذبين ، فينادي بهم في المحشر هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )
ولتعلموا إنما قدمناكم لتنبهوا الغافل وتعلموا الجاهل وترشدالضال وتزهدوا الناس في الدنيا فإن الله تعالى يقول ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نوته منها وما له في الآخرة من نصيب
فمن نهج هذا المنهج وسلك هذا المسلك فهو من الصديقين والحمد لله ومن خالف ورمى الفريضة على الفقراء وطلب منهم الفانية فقد خان العهد ورمي بنفسه في المهالك وكان من الضالين وفي الحقيقة لم يكن نائبا عن الرسول وإنما نائبا عن فرعون وقارون وهامان والنمرود فهؤلاء الذين كانوا يرمون الضريبة على العباد ويجمعون الحطام حتى أهلكهم الله
( فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ) فليعرض المريد بنفسه على القرآن ولينظر من الفريقين هو ويحكم نفسه لنفسه هل هو من الصديقين التائبين في الدلالة على الله أو من الكاذبين النائبين عن الظلمة في جلب الفاني ويعلم الله أني لم أقدم أحدا إلا الله وفي الله ولا يجمع لي دينارا ولا درهما ( وما عند الله خير وابقى ) نعم أتاه شيء من غير سؤال ولا تشوف فليأخذه فإنه أحل الحلال وكلامنا مع من يكلف أو يفرض وربما يدفع الفقير ذلك حياء وهذا هو الغصب وسيف الحياء أقطع من سيف الجوى وأما من أعطى عن طيب نفسه ومن غير فريضة وقال هذا لله فهو حلال ولو كان مخصوصا به لقوله تعالى حين مدحهم
( ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون )
وقال تعالى في الثناء عليهم ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقيهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نظرة وسرورا وجزايهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظللها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بئانية من فضة وأكواب كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقيهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا
فيا أيها الإخوان وخصوصا المقدمون اسمعوا قول الله تعالى واعملوا به ( وأنيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما انزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تنصرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الخاسرين أو تقول لو أن الله هديني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين
فإذا ندم الإنسان في المحشر وقال ذلك يقال له ( بلى قد جائتك آيتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين )
(فمن جائته موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولائك أصحاب النار هم فيها خالدون )
اللهم أجعلنا من الذين سمعوا الموعظة واتعظوا بها وأيدنا بما أيدت به عبادك المتقين بفضلك يا أرحم الراحمين
بيده الفانية سائلا من الله العفو والعافية محمد بن الطيب البوعزاوي غفر الله له جميع المساوي ونقلها من نسخته أفقر الورى إلى ربه العبد الضعيف المسكين محمد بن شيخ وقته وفريد عصره سيدي محمد بن الطيب البوعزاوي وكان الله له وسامحه وستر عيبه وغفر له ولمواليه وأشياخه والمسلمين أجمعين بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين